(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (٧) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (١٠)
المؤمنون نعمة الله فيه ويشكروها فيثيبهم ويعذب الكافرين والمنافقين لما غاظهم من ذلك وكرهوه (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ) وقع السّوء عبارة عن رداءة الشيء وفساده ، يقال فعل سوء أي مسخوط فاسد ، والمراد ظنّهم أنّ الله تعالى لا ينصر الرسول والمؤمنين ولا يرجعهم إلى مكة ظافرين فاتحيها عنوة وقهرا (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) (١) مكي وأبو عمرو ، أي ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين فهو حائق بهم ودائر عليهم ، والسّوء الهلاك والدمار ، وغيرهما دائرة السوء بالفتح أي الدائرة التي يذمونها ويسخطونها ، والسّوء والسّوء كالكره والكره والضّعف والضّعف إلا أنّ المفتوح غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمّه من كلّ شيء ، وأما السّوء فجار مجرى الشر الذي هو نقيض الخير (وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) جهنم.
٧ ـ (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فيدفع كيد من عادى نبيه عليهالسلام والمؤمنين بما شاء منها (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) غالبا فلا يردّ بأسه (حَكِيماً) فيما دبّر.
٨ ـ (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) تشهد على أمتك يوم القيامة ، وهذه حال مقدرة (وَمُبَشِّراً) للمؤمنين بالجنة (وَنَذِيراً) للكافرين بالنار (٢).
٩ ـ (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) والخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ولأمته (وَتُعَزِّرُوهُ) وتقووه بالنصر (وَتُوَقِّرُوهُ) وتعظّموه (وَتُسَبِّحُوهُ) من التسبيح أو من السّبحة ، والضمائر لله عزوجل ، والمراد بتعزير الله تعزير دينه ورسوله ، ومن فرق الضمائر فجعل الأولين للنبي صلىاللهعليهوسلم فقد أبعد ، ليؤمنوا مكي وأبو عمرو والضمير للناس ، وكذا الثلاثة الأخيرة بالياء عندهما (بُكْرَةً) صلاة الفجر (وَأَصِيلاً) الصلوات الأربع.
١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) أي بيعة الرضوان ، ولما قال (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) أكّده تأكيدا على طريقة التخييل فقال (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) يريد أنّ يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) في مصحف النسفي : السوء بضم السين وهي قراءة لذلك بدأ بذكر أصحابها.
(٢) في (ظ) و (ز) من النار.