(وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١) مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ (٤٤) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ (٤٥) وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) (٤٦)
وعناده ، وإنما وصف يونس عليهالسلام به في قوله : (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) (١) لأن موجبات اللوم تختلف ، وعلى حسب اختلافها تختلف مقادير اللوم ، فراكب الكفر ملوم على مقداره ، وراكب الكبيرة والصغيرة والذّلة كذلك ، والجملة مع الواو حال من الضمير في فأخذناه.
٤١ ـ (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) هي التي لا خير فيها من إنشاء مطر أو إلقاح شجر ، وهي ريح الهلاك ، واختلف فيها ، والأظهر أنها الدّبور لقوله عليهالسلام : (نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدبور) (٢).
٤٢ ـ (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) هو كلّ ما رمّ أي بلي وتفتت من عظم أو نبات أو غير ذلك ، والمعنى ما تترك من شيء هبّت عليه من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم إلّا أهلكته.
٤٣ ـ (وَفِي ثَمُودَ) آية أيضا (إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) تفسيره قوله : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) (٣).
٤٤ ـ (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) فاستكبروا عن امتثاله (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) العذاب ، وكلّ عذاب مهلك صاعقة. الصّعقة علي ، وهي المرة من مصدر صعقتهم الصاعقة (وَهُمْ يَنْظُرُونَ) لأنها كانت نهارا يعاينونها.
٤٥ ـ (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ) أي هرب ، أو هو من قولهم ما يقوم به إذا عجز عن دفعه (وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) ممتنعين من العذاب ، أو لم يمكنهم مقابلتنا بالعذاب ، لأن معنى الانتصار المقابلة.
٤٦ ـ (وَقَوْمَ نُوحٍ) أي وأهلكنا قوم نوح ، لأن ما قبله يدلّ عليه ، أو واذكر قوم
__________________
(١) الصافات ، ٣٧ / ١٤٢.
(٢) كنز العمال ١١ / ٣١٩٢٥ ، ٣٢٠٧١.
(٣) هود ، ١١ / ٦٥.