(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (٤٨) وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (٥٠) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (٥١) كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) (٥٣)
نوح. وبالجر أبو عمرو وعلي وحمزة أي وفي قوم نوح آية ، ويؤيده قراءة عبد الله وفي قوم نوح (مِنْ قَبْلُ) من قبل هؤلاء المذكورين (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) كافرين.
٤٧ ـ (وَالسَّماءَ) نصب بفعل يفسّره (بَنَيْناها بِأَيْدٍ) بقوة ، والأيد القوة ، (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) لقادرون من الوسع وهي الطاقة ، والموسع القويّ على الإنفاق ، أو لموسعون ما بين السماء والأرض.
٤٨ ـ (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) بسطناها ومهدناها ، وهي منصوبة بفعل مضمر أي وفرشنا الأرض فرشناها (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) نحن.
٤٩ ـ (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ) من الحيوان (خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) ذكرا وأنثى ، وعن الحسن : السماء والأرض ، والليل والنهار ، والشمس والقمر ، والبرّ والبحر ، والموت والحياة ، فعدّد أشياء وقال : كلّ اثنين منها زوج والله تعالى فرد لا مثل له (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي فعلنا ذلك كلّه من بناء السماء وفرش الأرض وخلق الأزواج لتتذكروا فتعرفوا الخالق وتبعدوه.
٥٠ ـ (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) أي من الشرك إلى الإيمان بالله ، أو من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن ، أو مما سواه إليه (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ).
٥١ ـ (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) والتكرير للتوكيد ، والإطالة بالوعيد (١) أبلغ.
٥٢ ـ (كَذلِكَ) الأمر مثل ذلك ، وذلك إشارة إلى تكذيبهم الرسول وتسميته ساحرا أو مجنونا ، ثم فسّر ما أجمل بقوله (ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل قومك (مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا) هو (ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) رموهم بالسحر أو الجنون لجهلهم.
٥٣ ـ (أَتَواصَوْا بِهِ) الضمير للقول ، أي أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول حتى قالوه جميعا متفقين عليه؟ (بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) أي لم يتواصوا به لأنهم لم
__________________
(١) في (ظ) و (ز) في الوعيد.