وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (٢٨) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٢٩) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (٣٠) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) (٣٢)
(الْأُنْثى) لأنهم إذا قالوا الملائكة بنات الله فقد سموا كلّ واحد منهم بنتا وهي تسمية الأنثى.
٢٨ ـ (وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ) أي بما يقولون ، وقرىء بها أي بالملائكة ، أو التسمية (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) وهو تقليد الآباء (وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) أي إنما يعرف الحقّ الذي هو حقيقة الشيء وما هو عليه بالعلم والتيقّن لا بالظنّ والتوهّم.
٢٩ ـ (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا) فأعرض عمّن رأيته معرضا عن ذكر الله ، أي القرآن (وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا).
٣٠ ـ (ذلِكَ) أي اختيارهم الدنيا والرضا بها (مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) منتهى علمهم (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) أي هو أعلم بالضال والمهتدي وهو (١) مجازيهما.
٣١ ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا) بعقاب ما عملوا من السوء ، أو بسبب ما عملوا من السوء (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) بالمثوبة الحسنى ، وهي الجنة ، أو بسبب الأعمال الحسنى ، والمعنى أنّ الله عزوجل إنما خلق العالم وسوّى هذه الملكوت ليجزي المحسن من المكلّفين والمسيء منهم ، إذ الملك (٢) لنصر الأولياء وقهر الأعداء.
٣٢ ـ (الَّذِينَ) بدل ، أو في موضع رفع على المدح ، أي هم الذين (يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) أي الكبائر من الإثم ، لأنّ الإثم جنس يشتمل على كبائر وصغائر ، والكبائر الذنوب التي يكبر عقابها ، كبير حمزة وعليّ أي النوع الكبير منه (وَالْفَواحِشَ)
__________________
(١) ليس في (ظ) و (ز) وهو.
(٢) زاد في (ز) أهل.