(أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (٢٨) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) (٣١)
٢٥ ـ (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا) أي أأنزل عليه الوحي من بيننا وفينا من هو أحقّ منه بالاختيار للنبوة (بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ) بطر متكبر حمله بطره وطلبه التعظّم علينا على ادعاء ذلك.
٢٦ ـ (سَيَعْلَمُونَ غَداً) عند نزول العذاب بهم ، أو يوم القيامة (مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) صالح (١) أم من كذبه. ستعلمون شامي وحمزة على حكاية ما قال لهم صالح مجيبا لهم ، أو هو كلام الله على سبيل الالتفات.
٢٧ ـ (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ) باعثوها ومخرجوها من الهضبة كما سألوا (فِتْنَةً لَهُمْ) امتحانا (٢) وابتلاء ، وهي (٣) مفعول له ، أو حال (فَارْتَقِبْهُمْ) فانتظرهم وتبصّر ما هم صانعون (وَاصْطَبِرْ) على أذاهم ولا تعجل حتى يأتيك أمري.
٢٨ ـ (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) مقسوم بينهم لها شرب يوم ولهم شرب يوم ، وقال بينهم تغليبا للعقلاء (كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ) محضور ، يحضر القوم الشّرب يوما وتحضر الناقة يوما.
٢٩ ـ (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ) قدار بن سالف ، أحيمر ثمود (فَتَعاطى) فاجترأ على تعاطي الأمر العظيم غير مكترث له (فَعَقَرَ) الناقة ، أو فتعاطى الناقة فعقرها ، أو فتعاطى السيف ، وإنما قال : (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) (٤) في آية أخرى لرضاهم به أو لأنه عقر بمعونتهم.
٣٠ ـ ٣١ ـ (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ. إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ) في اليوم الرابع من عقرها (صَيْحَةً واحِدَةً) صاح بهم جبريل عليهالسلام (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) والهشيم الشجر اليابس المتهشّم المتكسّر ، والمحتظر الذي يعمل الحظيرة ، وما يحتظر به ييبس بطول الزمان وتتوطؤه البهائم فيتحطّم ويتهشّم ، وقرأ الحسن بفتح الظاء وهو موضع الاحتظار أي الحظيرة.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) أصالح.
(٢) زاد في (ظ) و (ز) لهم.
(٣) في (ز) وهو.
(٤) الأعراف ، ٧ / ٧٧.