(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (٣٢) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ (٣٥) وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) (٤٠)
٣٢ ـ ٣٤ ـ (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ. كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ. إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ) يعني على قوم لوط (حاصِباً) ريحا تحصبهم بالحجارة أي ترميهم (إِلَّا آلَ لُوطٍ) ابنتيه ومن آمن معه (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) من الأسحار ولذا صرفه ، ويقال لقيته بسحر إذا لقيه (١) في سحر يومه ، وقيل هما سحران فالسحر الأعلى قبل انصداع الفجر ، والآخر عند انصداعه.
٣٥ ـ (نِعْمَةً) مفعول له أي إنعاما (مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) نعمة الله بإيمانه وطاعته.
٣٦ ـ (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ) لوط عليهالسلام (بَطْشَتَنا) أخذتنا بالعذاب (فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ) فكذّبوا بالنذر متشاكّين.
٣٧ ـ (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) طلبوا الفاحشة من أضيافه (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) أعميناهم ، وقيل مسحناها وجعلناها (٢) كسائر الوجه لا يرى لها شق ، روي أنهم لما عالجوا باب لوط عليهالسلام ليدخلوا ، قالت الملائكة : خلّهم يدخلوا إنا رسل ربّك لن يصلوا إليك ، فصفقهم جبريل عليهالسلام بجناحه صفقة فتركهم يترددون ولا يهتدون إلى الباب حتى أخرجهم لوط (فَذُوقُوا) فقلت لهم ذوقوا على ألسنة الملائكة (عَذابِي وَنُذُرِ).
٣٨ ـ (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً) أول النهار (عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) ثابت قد استقرّ عليهم إلى أن يفضي بهم إلى عذاب الآخرة ، وفائدة تكرير :
٣٩ ـ ٤٠ ـ (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) أن يجددوا عند استماع كلّ نبأ من أنباء الأولين ادكارا واتعاظا ، وأن يستأنفوا تنبها
__________________
(١) في (ظ) و (ز) لقيته.
(٢) في (ظ) مسخناها وجعلناها ، وفي (ز) مسحناها وجلناها.