(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٦) آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (٧)
٣ ـ (هُوَ الْأَوَّلُ) هو القديم الذي كان قبل كلّ شيء (وَالْآخِرُ) الذي يبقى بعد هلاك كلّ شيء (وَالظَّاهِرُ) بالأدلة الدالة عليه (وَالْباطِنُ) لكونه غير مدرك بالحواس وإن كان مرئيا ، والواو الأولى معناها الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين الأولية والآخرية ، والثالثة على أنه الجامع بين الظهور والخفاء ، وأما الوسطى فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين ومجموع الصفتين الأخريين ، فهو مستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية والآتية ، وهو في جميعها ظاهر وباطن ، وقيل الظاهر العالي على كلّ شيء الغالب له ، من ظهر عليه إذا علاه وغلبه ، والباطن الذي بطن كلّ شيء أي علم باطنه (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
٤ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) عن الحسن : من أيام الدنيا ، ولو أراد أن يجعلها في طرفة عين لفعل ، ولكن جعل الستة أصلا ليكون عليها المدار (ثُمَّ اسْتَوى) استولى (عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) ما يدخل في الأرض من البذر والقطر والكنوز والموتى (وَما يَخْرُجُ مِنْها) من النبات وغيره (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) من الملائكة والأمطار (وَما يَعْرُجُ فِيها) من الأعمال والدعوات (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) بالعلم والقدرة عموما وبالفضل والرحمة خصوصا (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فيجازيكم بحسب (١) أعمالكم.
٥ ـ ٦ ـ (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ. يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) يدخل الليل في النهار بأن ينقص من الليل ويزيد في النهار (وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ).
٧ ـ (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا) يحتمل الزكاة والإنفاق في سبيل الله (مِمَّا
__________________
(١) في (ز) على حسب.