(أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠) رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (١١) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) (١٢)
الآخرة وعذابها ، وما يذوقون فيها من الوبال ويلقون من الخسر ، وجيء به على لفظ الماضي لأن المنتظر من وعد الله ووعيده ملقي في الحقيقة وما هو كائن فكان ، قد :
١٠ ـ (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً) تكرير للوعيد وبيان لكونه مترقبا ، كأنه قال أعدّ الله لهم هذا العذاب (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا) فليكن لكم ذلك يا أولي الألباب من المؤمنين لطفا في تقوى الله وحذر عقابه ، ويجوز أن يراد إحصاء السيئات واستقصاؤها عليهم في الدنيا وإثباتها في صحائف الحفظة وما أصيبوا به من العذاب في العاجل ، وأن يكون عتت وما عطف عليه صفة للقرية وأعدّ الله لهم جوابا لكأين (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً) أي القرآن.
١١ ـ وانتصب (رَسُولاً) بفعل مضمر تقديره أرسل رسولا ، أو بدل من ذكرا كأنه في نفسه ذكرا ، وعلى تقدير حذف المضاف ، أي قد أنزل الله إليكم ذا ذكر رسولا ، أو أريد بالذكر الشرف كقوله : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) (١) أي ذا شرف ومجد عند الله ، وبالرسول جبريل أو محمد عليهماالسلام (يَتْلُوا) أي الرسول ، أو الله عزوجل (عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ) الله (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي ليحصّل لهم ما هم عليه الساعة من الإيمان والعمل الصالح ، أو ليخرج الذين علم منهم (٢) أنهم يؤمنون (مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) من ظلمات الكفر أو الجهل إلى نور الإيمان أو العلم (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ) وبالنون مدني وشامي (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) وحّد وجمع حملا على لفظ من ومعناه (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) فيه معنى التعجب والتعظيم لما رزق المؤمن (٣) من الثواب.
١٢ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَ) مبتدأ وخبر (سَبْعَ سَماواتٍ) أجمع المفسرون على أنّ
__________________
(١) الزخرف ، ٤٣ / ٤٤.
(٢) ليس في (ظ) و (ز) منهم.
(٣) في (ظ) و (ز) المؤمنين.