(أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (٤٠) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (٤٤)
ويستهزئون بكلامه ويقولون : إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنّها قبلهم ، فنزلت :
٣٨ ـ (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ) بضم الياء وفتح الخاء سوى المفضّل (جَنَّةَ نَعِيمٍ) كالمؤمنين.
٣٩ ـ (كَلَّا) ردع لهم عن طمعهم في دخول الجنة (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) أي من النطفة المذرة ولذلك أبهم إشعارا بأنه منصب يستحيا من ذكره ، فمن أين يتشرّفون ويدّعون التقدّم ويقولون لندخلنّ الجنة قبلهم ، أو معناه إنا خلقناهم من نطفة كما خلقنا بني آدم كلّهم ومن حكمنا أن لا يدخل أحد الجنة إلا بالإيمان فلم يطمع أن يدخلها من لا إيمان له.
٤٠ ـ ٤١ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ) مطالع الشمس (وَالْمَغارِبِ) ومغاربها (إِنَّا لَقادِرُونَ. عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) على أن نهلكهم ونأتي بخلق أمثل منهم وأطوع لله (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) بعاجزين.
٤٢ ـ (فَذَرْهُمْ) فدع المكذبين (يَخُوضُوا) في باطلهم (وَيَلْعَبُوا) في دنياهم (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) فيه العذاب.
٤٣ ـ (يَوْمَ) بدل من يومهم (يَخْرُجُونَ) بفتح الياء وضم الراء سوى الأعشى (مِنَ الْأَجْداثِ) القبور (سِراعاً) جمع سريع ، حال ، أي إلى الداعي (كَأَنَّهُمْ) حال (إِلى نُصُبٍ) شامي وحفص وسهل. نصب المفضّل. نصب غيرهم ، وهو كلّ ما نصب وعبد من دون الله (يُوفِضُونَ) يسرعون.
٤٤ ـ (خاشِعَةً) حال من ضمير يخرجون ، أي ذليلة (أَبْصارُهُمْ) يعني لا يرفعونها لذلّتهم (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) يغشاهم هوان (ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) في الدنيا وهم يكذّبون به.