(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (٣٣) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٣٤) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (٣٥) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ) (٣٧)
٣١ ـ (فَمَنِ ابْتَغى) طلب منكحا (وَراءَ ذلِكَ) أي غير الزوجات والمملوكات (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) المتجاوزون عن الحلال إلى الحرام. وهذه الآية تدلّ على حرمة المتعة ووطء الذكران والبهائم والاستمناء بالكفّ.
٣٢ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ) لأمانتهم مكي ، وهي تتناول أمانات الشرع وأمانات العباد (وَعَهْدِهِمْ) أي عهودهم ويدخل فيها عهود الخلق والنذور والأيمان (راعُونَ) حافظون غير خائنين ولا ناقضين. وقيل الأمانات ما تدلّ عليه العقول والعهد ما أتى به الرسول.
٣٣ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ) حفص وسهل ويعقوب (١) (قائِمُونَ) يقيمونها عند الحكام بلا ميل إلى قريب وشريف وترجيح للقويّ على الضعيف إظهارا للصلابة في الدين ورغبة في إحياء حقوق المسلمين.
٣٤ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) كرر ذكر الصلاة لبيان أنها أهم ، أو لأن إحداهما للفرائض والأخرى للنوافل ، وقيل الدوام عليها الاستكثار منها ، والمحافظة عليها أن لا تضيع عن مواقيتها ، أو الدوام عليها أداؤها في أوقاتها ، والمحافظة عليها حفظ أركانها وواجباتها وسننها وآدابها.
٣٥ ـ (أُولئِكَ) أصحاب هذه الصفات (فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) هما خبران.
٣٦ ـ (فَما لِ) كتب مفصولا اتباعا لمصحف عثمان رضي الله عنه (الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ) نحوك معمول (مُهْطِعِينَ) مسرعين حال من الذين كفروا.
٣٧ ـ (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ) عن يمين النبي صلىاللهعليهوسلم وعن شماله (عِزِينَ) حال ، أي فرقا شتى جمع عزة واصلها عزوة ، كأنّ كلّ فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الأخرى ، فهم مفترقون.
كان المشركون يحتفّون حول النبي صلىاللهعليهوسلم حلقا حلقا وفرقا فرقا يستمعون
__________________
(١) في (ظ) (بِشَهاداتِهِمْ) حفص بالألف وسهل ويعقوب ، وفي (ز) بشهادتهم سهل وبالألف حفص ويعقوب.