(إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (٢٣) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (٢٤) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٢٩) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (٣٠)
عن ابن عباس رضي الله عنهما : تفسيره ما بعده.
٢٠ ـ ٢١ ـ (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) والهلع سرعة الجزع عند مسّ المكروه وسرعة المنع عند مسّ الخير. وسأل محمد بن عبد الله بن طاهر (١) ثعلبا عن الهلع فقال : قد فسّره الله تعالى ولا يكون تفسير أبين من تفسيره ، وهو الذي إذا ناله شرّ أظهر شدة الجزع وإذا ناله خير بخل به ومنعه الناس ، وهذا طبعه وهو مأمور بمخالفة طبعه وموافقة شرعه ، والشرّ : الضرّ والفقر. والخير : السّعة والغنى ، أو المرض والصحة.
٢٢ ـ ٢٣ ـ (إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ) أي صلواتهم الخمس (دائِمُونَ) أي يحافظون عليها في مواقيتها عن ابن مسعود رضي الله عنه.
٢٤ ـ ٢٥ ـ (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) يعني الزكاة لأنها مقدرة معلومة ، أو صدقة يوظّفها الرجل على نفسه يؤديها في أوقات معلومة (لِلسَّائِلِ) الذي يسأل (وَالْمَحْرُومِ) الذي يتعفف عن السؤال فيحسب غنيا فيحرم.
٢٦ ـ (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة.
٢٧ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) خائفون ، واعترض بقوله :
٢٨ ـ (إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) بالهمز سوى أبي عمرو ، أي لا ينبغي لأحد وإن بالغ في الاجتهاد والطاعة أن يأمنه ، وينبغي أن يكون مترجّحا بين الخوف والرجاء.
٢٩ ـ ٣٠ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) نسائهم (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) أي إمائهم (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) على ترك الحفظ.
__________________
(١) محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي ، أبو العباس ، أمير حازم من الشجعان ، وكان فاضلا أديبا ، كان مألفا لأهل العلم والأدب ولد عام ٢٠٩ ه وتوفي عام ٢٥٣ ه (الأعلام ٦ / ٢٢٢).