(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (١١) إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (١٢) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا) (١٤)
تأكيد أي بتّلك الله فتبتل (١) ، أو جيء به مراعاة لحقّ الفواصل.
٩ ـ (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) بالرفع أي هو ربّ ، أو مبتدأ خبره (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وبالجرّ شامي وكوفي غير حفص ، بدل من ربّك. وعن ابن عباس رضي الله عنهما على القسم بإضمار حرف القسم نحو الله لأفعلنّ ، وجوابه لا إله إلا هو ، كقولك والله لا أحد في الدار إلا زيد (فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) وليّا وكفيلا بما وعدك من النصر ، أو إذا علمت أنه ملك المشرق والمغرب وأن لا أله إلا هو فاتخذه كافيا لأمورك ، وفائدة الفاء أن لا تلبث بعد أن عرفت في تفويض الأمور إلى الواحد القهار إذ لا عذر لك في الانتظار بعد الإقرار.
١٠ ـ (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) فيّ من الصاحبة والولد وفيك من الساحر والشاعر (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) جانبهم بقلبك وخالفهم مع حسن المخالقة (٢) وترك المكافأة ، وقيل هو منسوخ بآية القتال.
١١ ـ ١٣ ـ (وَذَرْنِي) أي كلهم إليّ فأنا كافيهم (وَالْمُكَذِّبِينَ) رؤساء قريش مفعول معه ، أو عطف على ذرني أي دعني وإياهم (أُولِي النَّعْمَةِ) التنعم ، وبالكسر الإنعام ، وبالضمّ المسرة (وَمَهِّلْهُمْ) إمهالا (قَلِيلاً) إلى يوم بدر أو إلى يوم القيامة (إِنَّ لَدَيْنا) للكافرين في الآخرة (أَنْكالاً) قيودا ثقالا ، جمع نكل (وَجَحِيماً) نارا محرقة (وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) أي الذي ينشب في الحلقوم فلا يساغ (٣) ، يعني الضريع والزقّوم (وَعَذاباً أَلِيماً) يخلص وجعه إلى القلب. وروي أنه صلىاللهعليهوسلم قرأ هذه الآية فصعق (٤). وعن الحسن أنه أمسى صائما ، فأتي بطعام ، فعرضت له هذه الآية ، فقال : ارفعه ، ووضع عنده الليلة الثانية ، فعرضت له ، فقال : ارفعه ، وكذلك الليلة الثالثة ، فأخبر ثابت البناني وغيره ، فجاؤوا ، فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق.
١٤ ـ (يَوْمَ) منصوب بما في لدينا من معنى الفعل ، أي استقرّ للكفار لدينا كذا
__________________
(١) في (ظ) و (ز) فتبتل تبتيلا.
(٢) في (ظ) و (ز) المحافظة.
(٣) في (ظ) و (ز) الحلوق فلا ينساغ.
(٤) أحمد في الزهد والطبري عن حمران بن أعين.