(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) (٤٧)
وهي إحدى النساء (نَذِيراً) تمييز من إحدى أي إنها لإحدى الدواهي إنذارا ، كقولك هي إحدى النساء عفافا وأبدل من (لِلْبَشَرِ. لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ) بإعادة الجار (أَنْ يَتَقَدَّمَ) إلى الخير (أَوْ يَتَأَخَّرَ) عنه ، وعن الزجاج : إلى ما أمر أو عما نهي (١).
٣٨ ـ ٤٢ ـ (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) هي ليست بتأنيث رهين في قوله : (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (٢) لتأنيث النفس لأنه لو قصدت الصفة لقيل رهين لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وإنما هي اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم ، كأنه قيل كلّ نفس بما كسبت رهن ، والمعنى كلّ نفس رهن بكسبها عند الله غير مفكوك (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) أي أطفال المسلمين لأنهم لا أعمال لهم يرتهنون (٣) بها ، أو إلا المسلمين فأنهم فكّوا رقابهم بالطاعة كما يخلّص الراهن رهنه بأداء الحقّ (فِي جَنَّاتٍ) أي هم في جنات لا يكتنه وصفها (يَتَساءَلُونَ. عَنِ الْمُجْرِمِينَ) يسأل بعضهم بعضا عنهم ، أو يتساءلون غيرهم عنهم (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) أدخلكم فيها ، ولا يقال لا يطابق قوله : ما سلككم ، وهو سؤال للمجرمين قوله : يتساءلون عن المجرمين وهو سؤال عنهم ، وإنما يطابق ذلك لو قيل يتساءلون المجرمين ما سلككم لأنّ ما سلككم ليس ببيان للتساؤل عنهم وإنما هو حكاية قول المسؤولين عنهم ، لأن المسؤولين يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين فيقولون : قلنا لهم ما سلككم في سقر؟ قالوا : لم نك من المصلين إلا أنه اختصر كما هو نهج القرآن ، وقيل عن زائدة.
٤٣ ـ ٤٧ ـ (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) أي لم نعتقد فرضيتها (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) كما يطعم المسلمون (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) الخوض : الشروع في الباطل ، أي نقول الباطل والزور في آيات الله (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) الحساب والجزاء (حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) الموت.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) إلى ما أمر وعما نهى.
(٢) الطور ، ٥٢ / ٢١.
(٣) في (ظ) و (ز) يرهنون.