(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ١٢ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا) (١٣)
أو على حبّ الله (مِسْكِيناً) فقيرا عاجزا عن الاكتساب (وَيَتِيماً) صغيرا لا أب له (وَأَسِيراً) مأسورا مملوكا أو غيره. ثم علّلوا إطعامهم فقالوا :
٩ ـ (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) أي لطلب ثوابه ، أو هو بيان من الله عزوجل عما في ضمائرهم لأنّ الله تعالى علمه منهم فأثنى عليهم وإن لم يقولوا شيئا (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً) هدية على ذلك (وَلا شُكُوراً) ثناء ، وهو مصدر كالشكر.
١٠ ـ (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا) أي إنا لا نريد منكم المكافأة لخوف عقاب الله على طلب المكافاة بالصدقة ، أو إنا نخاف من ربّنا فتصدقنا (١) لوجهه حتى نأمن من ذلك الخوف (يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) وصف اليوم بصفة أهله من الأشقياء نحو نهارك صائم ، والقمطرير : الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه.
١١ ـ (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) صانهم من شدائده (وَلَقَّاهُمْ) أعطاهم بدل عبوس الفجّار (نَضْرَةً) حسنا في الوجوه (وَسُرُوراً) فرحا في القلوب.
١٢ ـ (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا) بصبرهم على الإيثار. نزلت في عليّ وفاطمة وفضة جارية لهما لما مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما نذروا صوم ثلاثة أيام ، فاستقرض عليّ رضي الله عنه من يهوديّ ثلاثة أصوع من الشعير ، فطحنت فاطمة رضي الله عنها كلّ يوم صاعا وخبزت ، فآثروا بذلك ثلاث عشايا على أنفسهم مسكينا ويتيما وأسيرا ولم يذوقوا إلا الماء في وقت الإفطار (٢) (جَنَّةً) بستانا فيه مأكل هنيء (وَحَرِيراً) فيه ملبس بهي (٣).
١٣ ـ (مُتَّكِئِينَ) حال من هم في جزاهم (فِيها) في الجنة (عَلَى الْأَرائِكِ) الأسرّة ، جمع الأريكة (لا يَرَوْنَ) حال من الضمير المرفوع في متكئين غير رائين (فِيها) في الجنة (شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) لأنه لا شمس فيها ولا زمهرير فظلّها دائم
__________________
(١) في (ظ) و (ز) فنتصدق.
(٢) قال ابن حجر : قال الحكيم الترمذي : هذا حديث مزوّق مفتعل لا يروج إلا على أحمق جاهل. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات وقال : وهذا لا نشك في وضعه.
(٣) في (ز) ملبسا بهيا.