(هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ (٣٥) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٣٧) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٤٠) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (٤٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٤٥) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ (٤٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) (٤٧)
٣٥ ـ ٣٧ ـ (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) وقرىء بنصب اليوم ، أي هذا الذي قصّ عليكم واقع يومئذ ، وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية وعن قوله : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (١) فقال : في ذلك اليوم مواقف في بعضها يختصمون وفي بعضها لا ينطقون ، أو لا ينطقون بما ينفعهم ، فجعل نطقهم كلا نطق ، (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ) في الاعتذار (فَيَعْتَذِرُونَ) عطف على يؤذن منخرط في سلك النفي ، أي لا يكون لهم إذن واعتذار (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بهذا اليوم.
٣٨ ـ ٤٠ ـ (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ) بين المحقّ والمبطل والمحسن والمسيء بالجزاء (جَمَعْناكُمْ) يا مكذبي محمد (وَالْأَوَّلِينَ) والمكذبين قبلكم (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ) حيلة في دفع العذاب (فَكِيدُونِ) فاحتالوا عليّ بتخليص أنفسكم من العذاب ، والكيد متعد تقول كدت فلانا إذا احتلت عليه (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بالبعث.
٤١ ـ ٤٥ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) عن (٢) عذاب الله (فِي ظِلالٍ) جمع ظلّ (وَعُيُونٍ) جارية في الجنة (وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) أي لذيذة مشتهاة (كُلُوا وَاشْرَبُوا) في موضع الحال من ضمير المتقين في الظرف الذي هو في ظلال ، أي هم مستقرون في ظلال ، مقولا لهم ذلك (هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) في الدنيا (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) فأحسنوا تجزوا بهذا (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بالجنة.
٤٦ ـ ٤٧ ـ (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا) كلام مستأنف خطاب للمكذبين في الدنيا على وجه التهديد كقوله : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (٣) (قَلِيلاً) لأنّ متاع الدنيا قليل (إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) كافرون ، أي إنّ كلّ مجرم يأكل ويتمتع أياما قلائل ثم يبقى في الهلاك الدائم (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بالنّعم.
__________________
(١) الزمر ، ٣٩ / ٣١.
(٢) في (ز) من.
(٣) فصلت ، ٤١ / ٤٠.