(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (٩) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ) (١٤)
حتى الذباب للقصاص ، فإذا قضي بينها ردّت ترابا (١) فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبني آدم كالطاوس ونحوه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : حشرها موتها ، يقال إذا أجحفت السّنة بالناس وأموالهم حشرتهم السنة.
٦ ـ (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) سجرت مكي وبصري من سجر التنور إذا ملأه بالحطب ، أي ملئت وفجّر بعضها إلى بعض حتى تعود بحرا واحدا ، وقيل ملئت نيرانا لتعذيب أهل النار.
٧ ـ (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) قرنت كلّ نفس بشكلها : الصالح مع الصالح في الجنة ، والطالح مع الطالح في النار ، أو قرنت الأرواح بالأجساد ، أو بكتبها وأعمالها ، أو نفوس المؤمنين بالحور العين ونفوس الكافرين بالشياطين.
٨ ـ ٩ ـ (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ) المدفونة حية ، وكانت العرب تئد البنات خشية الإملاق وخوف الاسترقاق (سُئِلَتْ) سؤال تلطف لتقول بلا ذنب قتلت ، أو لتدلّ على قاتلها ، أو هو توبيخ لقاتلها بصرف الخطاب عنه كقوله : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) (٢) الآية (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) وبالتشديد يزيد ، وفيه دليل على أن أطفال المشركين لا يعذبون ، وعلى أن التعذيب لا يكون بلا ذنب.
١٠ ـ (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) فتحت. وبالتخفيف مدني وشامي وعاصم وسهل ويعقوب. والمراد صحف الأعمال ، تطوى صحيفة الإنسان عند موته ثم تنشر إذا حوسب ، ويجوز أن يراد نشرت بين أصحابها أي فرقت بينهم.
١١ ـ (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) قال الزجاج : قلعت كما يقلع السقف.
١٢ ـ (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) أوقدت إيقادا شديدا. بالتشديد شامي ومدني وعاصم غير حماد ويحيى للمبالغة.
١٣ ـ ١٤ ـ (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) أدنيت من المتقين كقوله : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
__________________
(١) في (ز) أترابا وهو تصحيف.
(٢) المائدة ، ٥ / ١١٦.