(وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (٢٧) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (٢٩)
فينقص شيئا مما أوحي إليه أو يزيد فيه ، من الظنة وهي التهمة.
٢٥ ـ ٢٩ ـ (وَما هُوَ) وما القرآن (بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) طريد ، وهو كقوله : (وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ) (١) أي ليس هو بقول بعض المسترقة للسمع وبوحيهم إلى أوليائهم من الكهنة (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) استضلال لهم كما يقال لتارك الجادة اعتسافا ، أو ذهابا في بنيّات الطريق أين تذهب؟ مثّلت حالهم بحاله في تركهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل ، وقال الزجاج : معناه فأي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بيّنت لكم. وقال الجنيد : فأين تذهبون عنا وإن من شيء إلا عندنا (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) ما القرآن إلا عظة للخلق (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ) بدل من العالمين (أَنْ يَسْتَقِيمَ) أي القرآن ذكر لمن شاء الاستقامة ، يعني أن الذين شاؤوا الاستقامة بالدخول في الإسلام هم المنتفعون بالذكر ، فكأنه لم يوعظ به غيرهم وإن كانوا موعوظين جميعا (وَما تَشاؤُنَ) الاستقامة (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) مالك الخلق أجمعين.
__________________
(١) الشعراء ، ٢٦ / ٢١٠.