عليك إلا التبليغ (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) بمتسلط كقوله : (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ) (١) ، بمصيطر مدني وبصري وعاصم وعلي (٢) (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ. فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) الاستثناء منقطع ، أي لست بمسؤول عليهم ولكن من تولى منهم وكفر بالله فإن لله الولاية عليه والقهر ، فهو يعذبه العذاب الأكبر ، وهو عذاب جهنم ، وقيل هو استثناء من قوله فذكر أي فذكر إلا من انقطع طمعك من إيمانه وتولى فاستحقّ العذاب الأكبر ، وما بينهما اعتراض (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) رجوعهم ، وفائدة تقديم الظرف التشديد في الوعيد وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) فنحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها جزاء أمثالهم ، وعلى لتأكيد الوعيد لا للوجوب إذ لا يجب على الله شيء.
__________________
(١) ق ، ٥٠ / ٤٥.
(٢) في (ز) وعلي وعاصم.