١٨ ـ وربّما أنشد أحد الشعر عند علي أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام فأمره أن يقرأ القرآن مكان شعره ، كما روي أنّه عليهالسلام لمّا انتهى إلى مدينة بهر سير (في مسير صفّين) إذا رجل من أصحابه يقال له" حرّ بن سهم بن طريف" من بني ربيعة بن مالك ، ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل قول ابن يعفر التميمي (١)
جرت الرياح على مكان ديارهم |
|
فكأنما كانوا على ميعاد |
فقال عليّ عليهالسلام : «أفلا قلت : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان : ٢٥ ـ ٢٩) إنّ هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين. إن هؤلاء لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية. إياكم وكفر النّعم لا تحلّ بكم النّقم» (٢).
١٩ ـ وربّما أعذر أحد عنده فعذره عليهالسلام ورفع عنه اللوم بآية من القرآن كما روي أنّه لمّا رجع من صفّين وانتهى إلى النّخيلة رأى شيخا في ظلّ بيت على وجهه أثر المرض فسلّم عليه فردّ ردّا حسنا فسأله عن حاله وبشّره برحمة الله وغفرانه وقال له : «هل شهدت
__________________
(١) من شعراء الجاهلية.
(٢) المصدر السابق ، ص ١٤٢ ـ ١٤٣.