صبي ، حاولوا امتحان الإمام عليهالسلام واختباره في بعض المواقف ولكنّه خرج منتصراً ، تشهد أجوبته على إمامته ، وتفوقه على أهل عصره ، حتى وهو صبي.
وتذكر جميع المصادر من الشيعة وأهل السنة موقفه من يحيى بن أكثم ، قاضي عصره ، حيث جمعوه مع الإمام في مجلس حاشد من الناس ، من أجل إفحام الإمام ، وسأله سؤالاً صعباً ، فأجابه الإمام عليهالسلام وفرّع السؤال إلى فروع عديدة ، مما أدهش ابن أكثم ، ثم طرح عليهالسلام سؤالاً ، فلم يتمكن ابن أكثم من الجواب.
ولأجل مواجهة المأمون لنقمة الشيعة والعلويين ، وانتفاضاتهم ، زوّجه من ابنته اُم الفضل ، حيث اُجبر كأبيه على هذا الزواج.
وواصل الإمام عليهالسلام إرشاده وتعليمه وتربية التلاميذ ، ولكن لأجل الضغوط والمواقف الشديدة المعادية التي اتخذها النظام الحاكم ضد الإسلام الأصيل ، لم يتمكن من ممارسة هذا العمل العلمي والتبليغي بصورة موسّعة ، وتوجيه المسلمين وهدايتهم لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، لذلك فإنّه كان يحاول استخدام نشاطاته العلمية ، وتعريف المسلمين بإمامته ومبادئ أهل البيت وتعاليمهم وأنّها تمثّل سبيل الحق والفلاح بمختلف الأساليب رغم الضغوط والملاحقات ومنها إظهار بعض الكرامات مما وجّهت الأنظار إليه ، حيث صدرت منه الكثير من الكرامات بالإضافة لنشاطاته العلمية سجّلتها المصادر التاريخية.
وبعد أن رأى المعتصم انتشار شخصية الإمام عليهالسلام ، واعتقاد الناس وتوجّههم إليه وإلى مدرسته وتعاليمه ، فخاف على حكمه وإطماعه ، وزاد من ذلك وشاية أعداء أهل البيت عليهمالسلام واصطناع الأكاذيب والتهم حوله ، مما دفع المعتصم لمحاولة اغتيال الإمام عليهالسلام ، فجلبه من المدينة جبراً إلى بغداد ، واستشهد الإمام بالسمّ الذي دسته إليه زوجته اُم الفضل بإيعاز من المعتصم.