معنوية ، بحيث اضطر الأعداء ، فضلاً عن الأصدقاء. للإعتراف بعظمته وعلوّ شخصيته ....
حتى قال فيه أحمد بن عبيد الله بن الخاقان وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت عليهمالسلام : « ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأى رجلاً من العلويّة مثل الحسن بن علي في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم كافّة وتقديمهم إيّاه على ذوي السنّ منهم والخطر ، وكذلك كانت حاله عند القوّاد والوزراء وعامة الناس ».
وهذا ما كان يشدّ الناس إلى أئمتنا عليهمالسلام ، ويثير خوف الأعداء وخاصّة الحكّام. ومن أهمّ أسباب هذا الاضطهاد والمراقبة المشدّدة للإمام الحسن العسكري خاصّة بالإضافة لما ذكرناه أمران :
الأوّل : كثرة الشيعة ودعوتهم لإمامة الإمام العسكري ورفضهم للخلافة العباسية.
والثاني : الأخبار المتواترة التي كان يعرفها حتى أعداء أهل البيت عليهمالسلام أنّ الإمام الثاني عشر هو ابن الإمام العسكري ، وهو الذي يقضي على الحكومات الظالمة ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
ولذلك حينما أحسّ
الخليفة المعتمد بدنوّ أجل الإمام ، بدأ يرسل الجواسيس إلى بيته للتفتيش عن ولد الإمام عليهالسلام لعلّهم يعترفون عليه فيتخلصون منه.
ولكن شاءت إرادة الله تعالى أن يغيّبه عن أبصارهم ويحفظه من عدوانهم ، وقد كان الإمام عليهالسلام يؤكّد على إمامة ابنه المهدي في بعض المواقف. ولبعض أصحابه الخلّص. فممّا ورد من ذلك رواية معتبرة عن معاوية بن حكيم ومحمّد بن أيوب بن نوح ، ومحمّد بن عثمان العمري قالوا : عرض علينا أبو محمّد الحسن بن علي عليهالسلام ونحن في منزله ، وكنّا أربعين رجلاً ،
فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ،
أمّا