لو يطرد الإنسان من أعماقه |
|
ليلاً يجمّعه جنون جرائر |
وحکاية الماضي ولعنة اُمّة |
|
کانت تقيم بعالم متناحر |
يتصارعون علی الغنيمة والعدی |
|
يغزو مواقعنا ولا من ذاکر |
حتى انتبهنا والعدى في أرضنا |
|
أهل ونحن عليه أثقل زائر |
فالغرب حطّمَ كلّ بابٍ واحتوى |
|
آفاقنا حتى دبيب الخاطر |
دنيا من المتع الرخيصة ، ثرّة |
|
بالمخزيات ، بكلّ عمرٍ فاجر |
وتغيب في عبث الظلام ، فعهدهم |
|
كونٌ يجنُّ بكلّ وحش كاسر |
خمدت مبادؤهم ، فكلّ طموحهم |
|
زعقات أكوابٍ ، وحشد عواهر |
أين الفتوح الشمُّ تعصف ثورة |
|
وتنازل الدنيا بكلّ مغامر |
أين الحروف البيض تهطل بالهدى |
|
والنور ، تخصب كلّ قفر داثر |
نضبت روافدها بجيل غارق |
|
في البغي يلهث خلف وحل جرائر |
يا رحلة العلياء كيف تقهقرت |
|
منكِ الخطى تهوي بتيهٍ غابر |
لتعود لليل القديم يجنُّ فيه |
|
غاباته وحش الضياع الخاسر |
المجد خطوٌ واثبٌ يطوي المدى |
|
ويواجه الجلّى بعزمٍ قاهر |
قد خاب من يغفو بأوحال الهوى |
|
ويقيم في الدنيا بقلبٍ خائر |
* شعبان ١٣٩٢