هو منصوب امّا على انّه مفعول له أو على الحال بمعنى مضارّين.
(لِتَعْتَدُوا) اى لتظلموا بالتّطويل أو بالإلجاء الى الافتداء كما وقع في آية أخرى واللّام متعلّقة بالضّرار.
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) الإضرار (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) حيث عرضها لعقاب الله.
(وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً) بالاعراض عنها والتّهاون بالعمل بما فيها من غير جدّ في العمل من قولهم لمن لا يجدّ في الأمر : إنّما أنت هازئ ولعلّ المراد بالنّهي عن الهزء الأمر بضدّه أعنى الجدّ وقيل : كان الرّجل يتزوّج ويطلّق ويعتق ويقول : كنت ألعب فنزلت ، وأحكام الآية معلومة كما بيّناه.
(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) بالإسلام ونبوّة النّبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله بالشّكر والقيام بحقوقها.
(وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ) من القرآن والسّنّة أفردهما بالذّكر إظهارا لشرفهما.
(يَعِظُكُمْ بِهِ) بما انزل عليكم (وَاتَّقُوا اللهَ) اى معاصيه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) تأكيد وتهديد.
__________________
ـ وفي طبعه مكتبة الصدوق ج ٣ ، ص ٥٠١ الرقم ٤٧٦١ ، ومثله في العياشي ج ١ ، ص ١١٩ الرقم ٣٧٨ ، ونقله عن العياشي في البحار ج ٢٣ ، ص ١٣٠ ، والبرهان ج ١ ، ص ٢٢٤.
والمصنف لم ينقل أصل الحديث حتى يتوجه ما يستنبط منه ونحن ننقله بعينه بلفظ الصدوق :
«وروى المفضل بن صالح عن الحلبي عن أبى عبد الله (ع) قال : سئلته عن قول الله عزوجل (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا) قال : الرجل يطلق حتى إذا كادت ان يخلو أجلها راجعها ثم طلقها يفعل ذلك ثلاث مرات فنهى الله عزوجل عن ذلك» انتهى.
وظاهر الحديث وقوع الطلاق وان أثم ـ ثم ليس الحديث منحصرا بذلك فانظر الوسائل الباب ٣٤ من أبواب أقسام الطلاق ، ومستدرك الوسائل ص ١٧ ، والبرهان ج ١ ، ص ٢٢٤ ، ونور الثقلين ج ١ ، ص ١٨٨ وص ١٨٩ ولا يستفاد من واحد منها الا الإثم فلا تغفل.