عليٍّ والوَصاة به.
وسمّاه رسول الله وعرفَه بباقرِ العلمِ (١) ، على ما رواه أصحابُ الأثارِ ، وبما ِرويَ عن جابرِ بن عبدِاللهِ في حديثٍ مجرّدٍ أَنّه قالَ : قالَ لي رسولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله : «يوشَكُ أَن تبقى حتى تلقى ولداً لي منَ الحسينِ يقالُ له : محمّدُ يَبقرُ علمَ الدينِ بقراً ، فإذا لقيتَه فأقرِئْه منّي السلامَ » (٢).
وروتِ الشّيعةُ في خبر اللوح الّذي هبطَ به جَبْرِئيْلُ عليهالسلام على رسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله منَ الجنةِ ، فاَعطاه فاطمةَ عليهاالسلام وفيه أَسماءُ الأئمّةِ من بعدِه ، وكانَ فيه : «محمّدُ ابنُ عليٍّ الإمام بعدَ أَبيهِ » (٣).
وروتْ أيضاً : أنّ اللّه تباركَ وتعالى أنزلَ إلى نبيِّه عليه وآله السّلامُ كتاباً مختوماً باثني عشرَ خاتماً ، وأمَرَه أن يدفعَه إلى أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام وياْمرَه أن يَفُضَّ أولَ خاتمٍ فيه ويعملَ بما تحتَه ، ثم يدفعه عندَ وفاتِه إلى ابنهِ الحسنِ عليهالسلام وياْمره أَن يَفضُّ الخاتمَ الثانيَ ويعملَ بما تحتَه ، ثم يدفعه عندَ حضورِ وفاتِه إِلى أَخيهِ الحسينِ وياْمره أَن يفضَّ الخاتمَ الثالثَ ويعمل بما تحتَه ، ثمّ يدفعه الحسينُ عندَ وفاتَه إلى ابنهِ عليّ بنِ الحسينِ عليهماالسلام ويأمره بمثلِ ذلكَ ويدفعه عليُّ بنُ الحسين عندَ وفاتهِ إلى ابنهِ محمّدِ بنِ علي الأكبرِ عليهالسلام ويأمره بمثلِ ذلكَ ، ثمّ يدفعه محمّدُ بنَ عليٍّ إِلى
__________________
(١) في هامش «ش« و «م» : العلوم.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٩٧ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦ : ٢٢٢ / ٦.
(٣) انظر ص ١٣٨ من هذا الكتاب.