ومضى عليهالسلام في شوّالٍ من سنةِ ثمانٍ وأَربعينَ ومائةٍ ، وله خمسٌ وستّونَ سنةً ، ودُفِنَ بالبقيعِ معَ أَبيه وجدِّه وعمه الحسن عليهمالسلام.
وأُمُّه أُمُّ فَرْوَةَ بنتُ القاسمِ بنِ محمّدِ بنِ أَبي بكرٍ.
وكانت إِمامته عليهالسلام أَربعاً وثلاثينَ سنةً.
ووصّى إِليه أَبوه أَبو جعفرٍ عليهالسلام وصيّةَ ظاهرةً ، ونصَّ عليه بالإمامةِ نصّاً جليّاً.
فروى محمّدُ بنُ أَبي عُمَيرٍ ، عن هِشام بنِ سالمٍ ، عن أَبي عبدِاللهِّ جعفرِ بن محمّدٍ عليهماالسلام قال : «لمّاَ حضرَتْ أَبي الوفاةُ قالَ : يا جعفرُ ، أوصيكَ بأَصحابي خيراً ؛ قلتُ : جُعِلْتُ فداكَ ، واللهِ لأدَعَنَّهم (١) والرّجلُ منهم يكونُ في المصرِ فلا يَسألُ أحداً » (٢).
وروى أَبانُ بنُ عثمانَ ، عن أَبي الصبّاحِ الكنانيِّ قالَ : نظرَ أَبوجعفرٍ عليهالسلام إِلى أَبي عبدِاللهِّ عليهالسلام فقالَ : «تَرى هذا ، هذا منَ الّذينَ قالَ الله عزَّ وجل: ( وَنُرِيْدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الّذِيْنَ اسسْتُضْعِفُوْا في الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِيْنَ ) (٣) » (٤).
وروى هِشامُ بنُ سالم ، عن جابرِ بنِ يزيدَ الجُعفيِّ قالَ : سُئلَ
__________________
(١) في هامش «ش» : أي اغنيهم. وهوتفسير لكل الجملة.
(٢) الكافي ١ : ٢٤٤ / ٢ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧ : ١٢ / ٢.
(٣) القصص ٢٨ : ٥.
(٤) الكافي ١ : ٢٤٣ / ١ ، مناقب ابن شهراشوب ٤ : ٢١٤ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧ : ١٣ / ٤.