معاني القرآن للفراء (ت ٢٠٧ ه) ، ومعاني القرآن للأخفش (ت ٢١٥ ه) ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة (ت ٢١٠ ه) ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (ت ٣١١ ه).
ثالثا ـ أسلوبه من خلال الكتاب :
هناك عدة عوامل ومؤثرات أثرت في أسلوب المجاشعي وجعلته أسلوبا تعليميا ، ومن هذه العوامل :
أ ـ جلوسه للتدريس مدة طويلة.
ب ـ تنوع ثقافة أهل عصره وسعتها.
ت ـ تنوع المدارس التي أخذ عنها في مختلف العلوم والفنون من قراءة ونحو ولغة وتفسير.
ث ـ طول باع من أخذ عنهم العلم ..
ح ـ مقدرته الأدبية العالية ، كونه شاعرا عالما ..
إن ثقافة المجاشعي الواسعة ـ ولا سيما مجال اللغة ـ جعلته يحسن استخدام المترادفات وترابط الجمل التي تدور حول معنى وموضوع واحد. وتندر الجمل الاعتراضية في أسلوبه ، مع قلة الاستطراد ، إذ يلتزم غالبا حدود المسألة المطروحة ..
والصفة العامة الغالبة على أسلوبه أنه واضح العبارة واللفظة ، جمله مترابطة المعنى ، يندر أن يستعمل مصطلحات غير مألوفة اليوم.
رابعا ـ عنايته بالقراءات في توجيه النص متواترة كانت ، أم شاذة أحيانا :
وجّه المؤلف ـ رحمهالله ـ اهتمامه الكبير إلى القراءات ، ووقف عندها كثيرا في كتابه ، فما من آية ترد فيها قراءة أو قراءات إلا نبّه على ذلك غالبا ، فجاء كتابه زاخرا بمباحث علم القراءات ، وتوجيهها ، وبيان أثرها في تفسير الآية وإزالة لبسها ، أو استنباط ما فيها من أحكام. وهو في ذلك لا يلتزم قراءة إمام معين ، كما أن الغالب عليه في إيراده تلك القراءات أن يصرح فيها باسم أصحابها ، عدا مواضع قليلة يتركها غفلا من غير نسبة كما فعل عند قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) [التوبة : ٣] ، فقد قال (١) :
__________________
(١) النكت في القرآن : ١٧٦.