بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقريظ فضيلة الشيخ
الدّكتور مصطفى الخن
أحمد الله رب العالمين ، المنزّل على رسوله الصادق الأمين. كتابه الحق المبين ، الحاوي بين دفتيه ما فيه هدى للمتقين ، وقد جعله سبحانه دستورا للثقلين إلى يوم الدين.
وأصلي وأسلم على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين ، المبعوث رحمة للعالمين ، المبيّن لكتاب الله أفضل تبيين ، وعلى آله وصحبه الهادين المهديين ومن تبعهم بإحسان ، صلاة وسلاما دائمين إلى أن يقوم الناس لرب العالمين. وبعد :
فإن من خصائص هذا الدين الإسلامي الحنيف ، أنه دين شامل لكل ما فيه صلاح بني الإنسان في دينهم ودنياهم ، ففيه العقيدة ، وفيه التشريع الناظم لمصالح البشرية ، وفيه الأخلاق التي بها قوام حياة الأمم إلى غير ذلك.
كما إن من خصائصه أيضا أنه دين عام ، لم يرسل لأمة خاصة ، بل أرسل للناس كافة عربيهم وعجميهم ، وأبيضهم وأسودهم (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً)(١).
ولأنّ هذا الدين عامّ لكل البشرية تكفّل الله جل جلاله بحفظ كتابه المبين ، ليكون حجة على الناس أجمعين (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٢).
__________________
(١) سورة سبأ : آية ٢٨.
(٢) سورة الحجر : آية ٩.