سورة الفاتحة (١)
__________________
(١) عن مجاهد قال : نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة.
وعن قتادة قال : نزلت فاتحة الكتاب بمكة.
وجمع بينهما أنّ الفاتحة نزلت مرتين ، مرّة بمكة ومرة بالمدينة.
ـ وأخرج البخاري والدارمي وأبو داود والترمذي وغيرهم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «(الحمد لله ربّ العالمين) أمّ القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع الثاني».
ـ وقال أبو الحسن الحرالي :
وكانت سورة الفاتحة أمّا للقرآن ؛ لأنّ القرآن جميعه مفصّل من مجملها ، فالآيات الثلاث الأول شاملة لكلّ معنى تضمنته الأسماء الحسنى والصفات العلى ، فكل ما في القرآن من ذلك فهو مفصّل من جوامعها ، والآيات الثلاث الأخر من قوله : (اهْدِنَا) شاملة لكل ما يحيط بأمر الخلق في الوصول إلى الله ، والتحيز إلى رحمة الله ، والانقطاع دون ذلك. اه.
وقد جاء في فضائلها أخبار كثيرة :
فمن ذلك ما أخرجه أحمد والبخاري والدارمي عن أبي سعيد بن المعلّى قال : كنت أصلي فدعاني النبيّ صلىاللهعليهوسلم فلم أجبه ، فقال : ألم يقل الله : (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ) ثم قال : لأعلمنّك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، فأخذ بيدي فلمّا أردنا أن نخرج قلت : يا رسول الله إنك قلت : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن ، قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. انظر مسند أحمد ٣ / ٤٥٠ ؛ وفتح الباري ٨ / ١٥٥. ـ وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان بسند جيد عن عبد الله بن جابر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له : ألا أخبرك بأخير سورة نزلت في القرآن؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فاتحة الكتاب. وأحسبه قال : فيها شفاء من كل داء. المسند ٤ / ١٧٧. ـ