سورة التّوبة (١)
(فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ). (٢)
أولها عاشر ذي الحجة من سنة تسع ، وأخيرها عاشر شهر ربيع الآخر.
قال الحسن : كانت مدة النداء بالبراءة في الأربعة أشهر لمن ليس له عهد (٢). وأما من له عهد فإنّ تمام مدته كما قال :
(فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ). (٤)
وقيل : كان منهم من عهده أكثر من أربعة أشهر فحط إليها ، وهم البادئون بالعزم على النكث. ومن كان عهده أقلّ ـ وهم الأوفياء ـ رفع إليها.
__________________
(١) قال ابن عباس : نزلت براءة بعد فتح مكة بالمدينة. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي عن البراء رضي الله عنه قال : آخر آية نزلت : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) وآخر سورة نزلت تامة براءة. فتح الباري ٨ / ٣١٦. ـ وأخرج الطبراني في الأوسط عن عليّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المنافق لا يحفظ سورة هود وبراءة ويس والدخان وعم يتساءلون». وقال عمر بن الخطاب : ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق أحد إلا سينزل فيه ، وكانت تسمّى الفاضحة.
(٢) أخرج أحمد والنسائي ٥ / ٢٣٤ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت مع عليّ رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم. إلى أهل مكة ببراءة ، فكنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فإنّ أمره أو أجله إلى أربعة أشهر ، فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ، ولا يحج هذا البيت بعد العام مشرك.