والمشركون الذين لا عهد لهم فيقاتلون بعد انقضاء الأشهر الحرم المعهودة ، ولا ينظرون تمام النداء وكان القتال إذ ذاك في الأشهر الحرم محرما كما قال :
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ). (٥)
(إِلًّا). (٨)
حلفا وعهدا ، وقيل : مودة ووصلة (١). وكلا المعنيين يحتمله قول خفاف :
٤٥٥ ـ أعباس إنّ الذي بيننا |
|
أبى أن يجاوزه أربع |
٤٥٦ ـ علائق من حسب داخل |
|
مع الإلّ والنسب الأرفع (٢) |
وأعيد (لا يَرْقُبُونَ) ؛
لأنّ الأول في جميع الناقضين للعهد ، والثاني في الذين اشتروا بآيات الله ـ وهم قوم أطعمهم أبو سفيان ـ ليصدوا الناس عن الإسلام.
(أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ). (١٣)
يعني قريشا إذ غدروا بخزاعة (٣).
__________________
(١) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : إِلًّا وَلا ذِمَّةً؟ قال : الإل : القرابة ، والذمة : العهد. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
جزى الله إلا كان بيني وبينهم |
|
جزاء ظلوم لا يؤخر عاجلا |
(٢) البيتان في ديوانه ص ٥١٢ ؛ وشرح الحماسة للتبريزي ٢ / ٩٠.
(٣) قال مجاهد : قتال قريش حلفاء النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهمّهم بإخراج الرسول. زعموا أنّ ذلك عام عمرة النبي في العام السابع للحديبية ، وجعلوا في أنفسهم إذا دخلوا مكة أن يخرجوه منها ، فذلك همّهم بإخراجه ، فلم تتابعهم خزاعة ، فلمّا خرج النبي صلىاللهعليهوسلم من مكة قالت قريش لخزاعة : عميتمونا عن إخراجه ، فقاتلوهم فقتلوا منهم رجالا. راجع الدر المنثور ٤ / ١٣٨.