(وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ). (١٦)
لمّا يفعل : نفي الفعل مع تقريب وقوعه ، ولم يفعل : نفي بغير إيذان بوقوعه. ومعنى الآية : أم حسبتم أن تتركوا ولم تجاهدوا ؛ لأنهم إذا جاهدوا علم الله ذلك منهم.
(وَلِيجَةً).
خلطاء يناجونهم. الواحد والجماعة فيه سواء.
وقيل : الوليجة : الدخيلة والبطانة الذي يدخل في باطن أمر الرجل.
(قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ).
وأهل الكتاب يقرون بالنشأة الآخرة ، لكن إيمانهم على غير علم ولا استبصار ، وبخلاف ما وصف رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أحوال اليوم الآخر ومن مدة العذاب (١).
(عَنْ يَدٍ). (٢٩)
عن قهر واستعلاء منكم عليهم (٢).
قال أبو عبيدة : كلّ من أطاع لقاهر بما يعطيه عن ذل وضرورة أو هوى وصبابة فقد أعطاه عن يد.
قال الشاعر :
٤٥٧ ـ لم أعطها عن يدي إذ بتّ أرشفها |
|
إلا تطاول غصن الجيد بالجيد |
__________________
(١) قال ابن عباس في قوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) قال : نسخ بهذا العفو عن المشركين.
(٢) أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الجزية عن يد؟ قال : «جزية الأرض والرقبة ، جزية الأرض والرقبة».