٤٥٨ ـ كما تطاعم في خضراء ناعمة |
|
مطوّقان أصاخا بعد تغريد (١) |
وقيل : إن المراد يد المؤدي (٢) ، فإنّه الذي يلبّب ويقام بين يدي من يأخذ الجزية حتى يؤديها عن يده وهذا تأويل الصغار ، وعن هذا سقطت بالموت والإسلام عندنا ؛ لأنّ الاستيفاء عن يده ، وعلى هذه الصورة لا يتصور ، فكأنه تعالى قال : قاتلوهم حتى يذلوا ذلا يبقى على الأيام.
وفي أقلّ هذا الهوان ما يزيد على كثير من العذاب والقتل ، فسقط قول الطاعن في سقوط القتل عنهم بغرض يسير لا يعبأ به.
٤٥٩ ـ ألم تر أنيّ لا تبلّ رميّتي |
|
وإن أرم لا تخطىء مقاتله نبلي |
٤٦٠ ـ رأيتك لا تحمي عقالا ولم تزد |
|
فما لاقيت شرّ من القتل (٣) |
ألا ترى أنّ بني تغلب لمّا عثرت على هذا الذيل المبير المبين كيف أبت عنها إلى القتال وأرسلت إلى عمر رضي الله عنه بأنّا أشرعنا اليد لألسنة الرهان دونها ، فأجاب عمر : إذا أجزوكم جزاء العير المعافير كعادة الله في سواكم ، ثم رضوا بالخمس من المعشور والضعف من المصدوق ، وهي على الأضعاف من جزائهم ، وأرسل عمر بالمصدّق إليهم ولم يكلّفهم أن يعطوها عن يد ، كما قال بعض مصدّقيه :
٤٦١ ـ غدت من لؤي خيمات ملومة |
|
الذرى غرائب من آل تغلب والنّمر |
٤٦٢ ـ يؤمّ أبا حفص ودون لقائه |
|
قرى النيب فالصمان من جبلي حجر (٤) |
وجرير كثير التنبيه على معارّ الجزية مثل قوله :
__________________
(١) البيتان في الحيوان للجاحظ ٣ / ١٥٨ من غير نسبة ، وفيه [لم أعطها بيدي] واللسان مادة طعم ١٢ / ٣٦٧.
(٢) وفي هذا قال سفيان بن عيينة : من يده ولا يبعث بها مع غيره.
(٣) البيتان لجرير في ديوانه ص ٣٤٨ ؛ والمثل السائر ٣ / ٢٧٦ ، والأول في التذكرة السعدية ص ١٧٤.
(٤) لم أجدهما ، وفيهما تصحيف.