سورة النّساء (١)
(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ). (١)
أي : اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وقيل : أسألك بالله وبالرحم (٢) : بيّن ذلك افتتاح الكلام بخلقهم من نفس واحدة ، وهو يدعو إلى التعاطف والتواصل في الأرحام وحفظ النساء والأولاد. وهذا أولى من كسر (الْأَرْحامَ) عطفا على الضمير في (بِهِ)(٣) لفظا ؛ لأنه لا يعطف على الضمير المجرور لضعفه. ألا ترى أنّه ليس للمجرور ضمير منفصل.
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ). (٣)
أي : أدرك من النساء.
كما يقال : طابت الثمرة : إذا أدركت.
__________________
(١) عن ابن عباس قال : نزلت سورة النساء بالمدينة. وعن ابن عباس قال : من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض.
(٢) أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد : (تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) ، قال : يقول : أسألك بالله وبالرحم. وعن الحسن قال : هو قول الرجل : أنشدك بالله والرحم. انظر تفسير الطبري ٤ / ٢٢٧.
(٣) وهي قراءة حمزة.