فيكون المراد التحذير من ظلم اليتيمة. وإنّ الأمر في البالغة أخف كما روي أنّ عروة سأل عائشة عن الآية؟
فقالت : هي اليتيمة في حجر وليها ، فيرغب في مالها وجمالها ويقصّر في صداقها (١).
ـ وقيل : كانوا يتحرّجون في أمر اليتامى ، ولا يتحرجون في النساء فنزلت (٢).
أي : إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ، فخافوا لذلك.
ـ وإنما قال : (ما طابَ) ولم يقل : من طاب. لأنه قصد النكاح لا المنكوحة.
أي : انكحوا نكاحا طيّبا.
فيكون (ما) بمعنى المصدر (٣).
(مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ).
__________________
(١) أخرج ذلك البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم. انظر فتح الباري ٨ / ٢٣٩ ، ومسلم ٣٠١٨.
(٢) أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم : عن سعيد بن جبير قال : بعث الله محمدا صلىاللهعليهوسلم والناس على أمر جاهليتهم ، إلا أن يؤمروا بشيء وينهوا عنه ، فكانوا يسألون عن اليتامى ، ولم يكن للنساء عدد ولا ذكر ، فأنزل الله : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ). وكان الرجل يتزوج ما شاء ، فقال : كما تخافون ألا تعدلوا في اليتامى فخافوا في النساء ألا تعدلوا فيهن ، فقصرهم على الأربع.
(٣) وقال البقاعي : ولما كانت النساء ناقصات عقلا ودينا عبّر عنهن بأداة ما لا يعقل إشارة إلى الرفق بهن والتجاوز عنهن فقال : ما. راجع نظم الدرر ٤ / ١٧٩.