ـ ومن الآراء التي انفرد بها ابن بحر أيضا :
في قوله تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ). [البقرة : ٣٥].
فيرى أنها ليست الجنّة المعروفة ، بل هي أرض غيرها.
وحجته في ذلك أنّ جنّة الخلد لا انتقال عنها ، وأنّ إبليس لم يكن ليدخلها حتى يزلّهما عنها.
ويردّ عليه المؤلف قائلا :
والصحيح أنها كانت جنة الخلد لتواتر النقل ، ولأجل لام التعريف.
ـ ومن الأقوال التي انفرد بها إنكاره إضافة تعليم السحر للملائكة وإنزاله إلى الله لأنّ ذلك قبيح والله ينزّه عنه.
راجع تفسير قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ). [البقرة : ١٠٢].
فقد أشبعنا عليها القول ، وبيّنا مذهب أبي مسلم في ذلك.
ابن الراوندي (١) والقرآن :
نبدأ أولا بذكر لمحة عنه وعن أخباره ومؤلفاته ، فنقول :
هو أبو الحسين أحمد بن إسحق الراوندي ، نسبة إلى راوند قرية من قرى قاشان بنواحي أصبهان.
اشتغل بعلم الكلام حتى نبغ فيه ، وحتى لم يكن في زمنه أحذق منه بالكلام ، ولا أعرف بدقيقه وجليله.
__________________
(١) راجع ترجمته في : وفيات الأعيان ١ / ٩٤ ـ ٩٥ ؛ الفهرست ملحق ص ٤ ؛ المنتظم ٦ / ٩٩.