وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام ، وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم.
كان في أول أمره من الفضلاء في عصره ، حسن السيرة ، جميل المذهب ، كثير الحياء ، ثم انسلخ من ذلك كله بأسباب عرضت له ، ولأنّ علمه كان أكثر من عقله.
وحكى عن نفسه قال : مررت بشيخ جالس وبيده مصحف وهو يقرأ : ولله ميزاب السموات والأرض.
فقلت : وما يعني ميزاب السموات والأرض؟
قال : هذا المطر الذي ترى.
فقلت : ما يكون التصحيف إلا إذا كان مثلك يقرأ يا هذا ، إنما هو (مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
فقال : اللهم غفرا ، أنا من أربعين سنة أقرأها ، وهي في مصحفي.
وهذه القصة تنبىء عن حاله وتدينه ، وهذا كان قبل انقلابه وزندقته.
والسبب في زندقته وما صار إليه أنّ الحمية والأنفة أخذته بسبب جفاء أصحابه وتنحيتهم إياه من مجالستهم (١).
وصار يجالس أبا عيسى بن لاوي اليهودي الأهوازي ، ويؤلف الكتب له.
ولعلّ هذا اليهودي الخبيث استغلّ وضعه وجفاء أصحابه إليه فأغراه بالمال على تأليف الكتب التي تحمل الكفر والطعن في الدين والقرآن.
فهذا ديدن اليهود وعادتهم.
__________________
(١) راجع الفهرست ملحق ص ٤.