سورة الأنفال (١)
قال ابن عباس : لمّا كان يوم بدر قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من صنع كذا فله كذا ، فتسارع إليها الشبان ، ثم أرادوا استصفاء الغنيمة لهم ، فقال لهم الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنّا كنّا لكم ردءا ، فنزل (٢) :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ). (١)
ـ وعن عبادة بن الصامت (٣) قال : فينا نزل معشر البدريين حين اختلفنا في النفل ، من حارس لرسول الله ، ومن محارب ، وساءت فيه أخلاقنا ، فنزعه الله من بين أيدينا ، وجعله إلى الرسول فقسمه بيننا عن بواء (٤) ، أي : سواء.
__________________
(١) أخرج سعيد بن منصور والبخاري عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس : سورة الأنفال؟ قال : نزلت في بدر ، وفي لفظ : تلك سورة بدر. فتح الباري ٨ / ٣٠٦.
(٢) الحديث أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر قال النبي صلىاللهعليهوسلم من قتل قتيلا فله كذا وكذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا. فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات ، وأما الشبان فتسارعوا إلى القتل والغنائم ، فقالت المشيخة للشبان : أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردءا ، ولو كان منكم شيء للجأتم إلينا ، فاختصموا إلى النبي فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ..). فقسم الغنائم بينهم بالسوية. راجع الدر المنثور ٤ / ٦ ؛ والمستدرك ٢ / ٢٢١ ، وأبا داود ٣٧٣٨.
(٣) الحديث أخرجه أحمد ٥ / ٣٢٢ ، والبيهقي والحاكم ٢ / ١٣٦ ، وابن جرير ٩ / ١١٧.
(٤) قال ابن فارس : البواء : السواء. يقال : دم فلان بواء لدم فلان. راجع المجمل مادة بوأ.