(٥)
موقفه من الكتب التي ينقل عنها
مؤلفنا في كتابه هذا شأنه شأن العلماء المحققين ، فهو ينقل عمّن تقدمه ، فتارة يسلّم لمن نقل عنه ويسكت ، وتارة أخرى نجده يعترض عليه ويبطل قوله ، ويردّه عليه.
ونذكر بعض الأمثلة على ذلك :
ففي قوله تعالى : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ)(١).
يقول المؤلف : وقال أبو عبيدة : إنّ النصر المطر ، من قولهم : أرض منصورة (٢). ونحن هنا نذكر عبارة أبي عبيدة حرفيا. قال :
مجازه : أن لن يرزقه الله ، وأن لن يعطيه الله.
قال : وقف علينا سائل من بني بكر على حلقة في المسجد الجامع فقال : من ينصرني نصره الله؟ أي : من يعطيني أعطاه الله.
ويقال : نصر المطر أرض كذا. أي : جادها وأحياها (٣).
يقول المؤلف :
وسياق الآية ، وقوله : (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) يمنع من هذا القول.
__________________
(١) سورة الحج : آية ١٥.
(٢) راجع تفسير الآية : ٢ / ٨٣.
(٣) راجع مجاز القرآن ٢ / ٤٦.