وكذلك في قوله تعالى : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)(١).
قال أبو عبيدة : أي : صلحا (٢).
قال المؤلف : وما هو من الصلح ، كما قال أبو عبيدة ، ولكنه مصدر سلم يسلم سلامة وسلما ، فوصف به. أي : ذا سلم (٣).
ـ وكذلك عند قوله تعالى : (إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ)(٤).
يقول المؤلف : هي الدّبور ، لأنها لا تلقّح بل تقشع السحاب.
وهذا أصحّ مما روى ابن أبي ذئب أنها الجنوب ، ومما روى ابن جرير عن مجاهد أنها الصبا ؛ لأنّ كل واحد من الصبا والجنوب تلقّح وتدرّ ولا تعقم ، ولذلك يحبّ ويؤثر كما قال حميد بن ثور :
فلا يبعد الله الشباب وقولنا : |
|
إذا ما صبونا صبوة سنتوب |
ليالي أبصار الغواني وسمعها |
|
إليّ وإذ ريحي لهنّ جنوب |
وقال الأعشى :
وما عنده مجد تليد ولا له |
|
من الريح فضل لا الجنوب ولا الصّبا (٥) |
أي : لم ينل نائلا فيكون كالجنوب في مجيئه بالمطر ، ولم ينفّس عن أحد كربة فيكون كالصّبا في التنفيس.
ـ ويؤيد ما ذكره المؤلف ما أخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (الرِّيحَ الْعَقِيمَ)(٦).
__________________
(١) سورة الزمر : آية ٢٩.
(٢) راجع مجاز القرآن ٢ / ١٨٩.
(٣) راجع تفسير الآية : ٢ / ٢٥٨.
(٤) سورة الذاريات : آية ٤١. انظر وضح البرهان ٢ / ٣٣١.
(٥) راجع ديوان الأعشى ص ٩.
(٦) سورة الذاريات : آية ٤١.