قال : الشديدة التي لا تلقح شيئا (١).
وما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس أيضا قال في الآية : الريح العقيم التي لا تلقح الشجر ، ولا تثير السحاب (٢).
وفي الحديث : [نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدّبور](٣).
ـ وكذلك في قوله تعالى : (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ)(٤).
يقول المؤلف :
قيل : معنى (بَلَغَتِ) : كادت تبلغ ، إذ القلب لو زال عن موضعه لمات صاحبه.
ـ وأفسد ابن الأنباري هذا التأويل ، وقال : «كاد» لا يضمر البتة ، ولو جاز إضماره لجاز : قام زيد ، بمعنى : كاد يقوم ، فيصير تأويل قام زيد : لم يقم زيد.
ويجيب المؤلف قائلا :
والتأويل صحيح غير فاسد ؛ لأنّ إضمار كاد أكثر من أن يحصى ، ولكنه بحسب الموضع المحتمل ، ودلالة الكلام.
ألا ترى أنك تقول : أوردت عليه من الإرهاب ما مات عنده. أي : كاد يموت ، ومنه قول جرير :
إنّ العيون التي في طرفها حور |
|
قتلننا ثمّ لا يحيين قتلانا |
يصرعن ذا اللبّ حتى لا حراك به |
|
وهنّ أضعف خلق الله أركانا |
أي : كدن يقتلننا ويصرعن.
__________________
(١) راجع الدر المنثور ٣ / ٦٢٢.
(٢) راجع الدر المنثور ٣ / ٦٢٣.
(٣) راجع النهاية لابن الأثير ٢ / ٩٨. الحديث أخرجه الشيخان وأحمد ، وانظر الفتح الكبير للسيوطي ٣ / ٢٦٢.
(٤) سورة الأحزاب : آية ١٠. انظر وضح البرهان ٢ / ١٨٠.