سورة الرّعد (١)
(بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها). (٢)
أي : بعمد لا ترونها ، كما قال ابن هرمة :
٥٩٣ ـ إنّ سليمى والله يكلؤها |
|
ضنّت بشيء ما كان يرزؤها |
٥٩٤ ـ فلا أراها تزال ظالمة |
|
تحدث بي قرحة وتنكؤها (٢) |
أي : أراها لا تزال ظالمة.
ـ وقال قتادة : معناه : بل رفعها بغير عمد ، وترونها كذلك.
وهذا القول أدلّ على القدرة وأثبت عند النظر والمشاهدة.
(كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى).
أي أدوارها وأكوارها.
(وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ). (٣)
__________________
(١) عن ابن عباس قال سورة الرعد نزلت بمكة. ـ وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في الجنائز عن جابر بن زيد رضي الله عنه قال : كان يستحب إذا حضر الميت أن يقرأ عنده سورة الرعد ؛ فإنّ ذلك يخفف عن الميت ، فإنه أهون لقبضه وأيسر لشأنه.
(٢) البيتان في ديوانه ص ٥٥ ـ ٥٦ من قصيدة له. والأول في اللسان ١ / ١٤١ ، والثاني في تفسير الطبري ١٣ / ٩٤. وسبب قصيدته أنه قيل له : إنّ قريشا لا تهمز ، فقال : لأقولنّ قصيدة أهمزها كلها بلسان قريش.