بسم الله الرّحمن الرّحيم
رب يسّر وتمّم
ـ قال الفقيه القاضي الإمام العالم بيان الحقّ ختم المفسرين محمود بن أبي الحسن بن حسين النيسابوري تغمّده الله برحمته :
أمّا بعد حمد الله كفاء حقه ، والصلاة على محمد خير خلقه ، وعلى آله الطيّبين وعترته الطاهرين ، فإنّ أفضل العلوم علم كتاب الله النّازل من عنده ، والسبب الواصل بين الله وعبده ، وقد وجدت تفاسيره إمّا مقصورة على قول واحد من الأولين ؛ أو مختصة بالتكثير والتكرير ، كما هو في مجموعات المتأخرين.
والطريقة الأولى من فرط إيجازها كانت لا تشفي القلب ، والثانية تعيي عن الحفظ لإطالة القول فيها ؛ لذلك رغبت إلى الله جلّ وعزّ في فضله التوفيق ؛ لإيضاح مشكلات التنزيل ، وإحسان التوقيف على غوامض التأويل ، بلفظ جزل ، ومخرج سهل ، وإيجاز في عاقبة الغريب ، وأفطن إطناب في المشكل العويص ، وربما جمحت في الوسن بإيراد بعض الشعر الحسن ، لتمخيض (١) العقل ، وإجمام الطبع ، وليتساهم فيه النظر الأدباء والكتاب ، كما يستقري معانيه العلماء أولو الألباب.
__________________
(١) أي : تحريكه. وفي الحديث أنه مرّ عليه بجنازة تمخض مخضا ، أي : تحرّك تحريكا سريعا. راجع لسان العرب مادة مخض ٧ / ٣١.