بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدّمة المحقّق
في التعريف بالمؤلف وبالكتاب
تمهيد
الحمد لله الذي خلق الإنسان ، وعلّمه البيان ، ووهبه العقل والإيمان ، ليستدلّ بالعقل عليه ، ويخبت بالإيمان إليه.
والصلاة والسّلام على أفضل ولد عدنان ، نبيّنا محمد عليه الصلاة والسّلام.
وبعد :
فإنّ أشرف العلوم علم القرآن ، وخير الكلام كلام الملك الدّيان ، به يصل الإنسان إلى درج الجنان ، والفوز بالرضى والرضوان ، فطوبى لمن عكف عليه ، وفتح قلبه لديه.
قال تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(١).
قال ابن القيّم : وذلك أنّ تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثّر مقتض ، ومحل قابل ، وشرط لحصول الأثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه ، تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه ، وأدلّه على المراد.
__________________
(١) سورة ق : آية ٣٧.