هذه صيغ لأعداد مفردة مكررة في نفسها ، وكذلك منعت من الصرف لمّا عدلت عن وضعها الأول في اللفظ والمعنى.
ألا ترى أنّ الواحد لمّا لم ينقسم من الوجه الذي قيل له بأنه واحد. وأحاد منقسم بالكثرة المشتركة غير منقسمين.
وكذلك مثنى وثلاث كل لفظ منهما محمول على الكثير في ذلك العدد.
ـ قال الهذلي :
٢٦٩ ـ ولكنّما أهلي بواد أنيسه |
|
ذئاب تبغى الناس مثنى وموحد (١) |
(تَعُولُوا).
تجوروا ، روته عائشة (٢) رضي الله عنها عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
ومن فسره بكثرة العيال (٣) فقد حمله على المعنى لا على لفظ العيال ،
__________________
(١) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي وهو من شواهد سيبويه ، ذكره السيرافي في شرح الأبيات ٢ / ٢٣٥ ؛ وديوان الهذليين ١ / ٢٣٦ ؛ والمخصص ١٣ / ١٢١ ؛ واللسان ١٨ / ٨١ ؛ وتفسير القرطبي ٥ / ١٦ ؛ ومجاز القرآن ١ / ١١٤ ؛ والاقتضاب ص ٤٣٨.
(٢) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عائشة عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا» قال : أن لا تجوروا. قال ابن أبي حاتم : قال أبي : هذا حديث خطأ ، والصحيح : عن عائشة موقوف. راجع الدر المنثور ٢ / ٤٣٠.
(٣) وهو الإمام الشافعي ، وقد روي عن زيد بن أسلم في قوله تعالى : (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا) قال : يقول : ذلك أدنى ألا يكثر من تعولون. وقد أنكر بعضهم ذلك على الشافعي وخطأه في ذلك. وزعم أن ذلك من أعال لا من عال. لكن روى الأزهري في تهذيب اللغة عن الكسائي قال : عال الرجل : إذا افتقر ، وأعال : إذا كثر عياله ، قال : ومن العرب الفصحاء من يقول : عال يعول إذا كثر عياله ، قال الأزهري : وهذا يقوي قول الشافعي ؛ لأن الكسائي لا يحكي عن العرب إلا ما حفظه وضبطه ، وقول الشافعي نفسه حجة لأنه عربي فصيح. اه. راجع أحكام القرآن لإلكيا الهراسي ١ / ٣٢٣ ؛ وتفسير الخازن ١ / ٣٢٢.