الثقب ، ويلطخه بالعسل ، ولا يتخذ ذلك إلا في أعلى موضع ، وأحصن موقع ، بحيث ينبو عن العيون ويأبى على الأقدام. كما قال الهذلي :
٦٦٢ ـ بأريّ التي تأري لدى كلّ مغرب |
|
إذا اصفرّ قرن الشّمس حان انقلابها |
٦٦٣ ـ بأريّ التي تأري اليعاسيب أصبحت |
|
إلى شاهق دون السّماء ذؤابها |
٦٦٤ ـ جوارسها تأري الشّعوف دوائبا |
|
وتنصبّ ألهابا مصيفا شعابها (١) |
وقال أيضا :
٦٦٥ ـ وما ضرب بيضاء يأوي مليكها |
|
إلى طنف أعيا براق ونازل |
٦٦٦ ـ تنمّى بها اليعسوب حتى أقرّها |
|
إلى مألف رحب المباءة عاسل (٢) |
(يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها).
سمّاه شرابا إذ كان ممّا يجيء منه الشراب.
والجاحظ يقول للطاعن : إنّ النحل تجني العسل باطنا فيها؟
__________________
(١) الأبيات لأبي ذؤيب الهذلي ، يقول : هذه الخمر ممزوجة بالعسل. الأري : العسل ، واليعاسيب جمع يعسوب وهو أمير النحل ، تأري الشعوف : تعسّل في رؤوس الجبال. جوارسها : التي تجرس. أي : تأكل. وفي المخطوطة : [تارى] بدل [بأريّ] وهو تصحيف. راجع شرح أشعار الهذليين ١ / ٤٨ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٦١٧. والثاني في اللسان : ذأب ، والثالث : كرب.
(٢) البيتان لأبي ذؤيب أيضا. والضرب : العسل الأبيض ، والطنف : رأس من رؤوس الجبل ، تنمّى : ترفع. المألف : المكان الذي تألفه ، المباءة : المنزل ، وهما في المعاني الكبير ٢ / ٦٢٠ ؛ وشرح أشعار الهذليين ١ / ١٤٢ ـ ١٤٣. والثاني في اللسان : عسل ، والأول في اساس البلاغة ص ٢٨٥. وفي المخطوطة : [ضزن] بدل [ضرب] و [طنب] بدل [طنف] و [المنارة] بدل [المباءة] وكله تصحيف. وفيها [تمني] بدل [تنمّى] و [البعيرب] بدل [اليعسوب] وهو تصحيف.