راهبين من عقابه ، ماضين نحوه ، مقبلين إليه بالذل والاستكانة والخضوع ، والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وسلم. « ٢٤٨ ـ ٢٦٤ ـ ص ٩٤ ـ ١٠١ »
ع ، ن : حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضياللهعنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، قال : قلت للفضل بن شاذان ـ لما سمعت منه هذه العلل ـ : أخبرني عن هذه العلل ، أذكرتها عن الاستنباط والاستخراج وهي من نتائج العقل ، أو هي مما سمعته ورويته؟ فقال لي : ما كنت لاعلم مراد الله عزوجل بما فرض ، ولا مراد رسول الله (ص) بما شرع وسن ، ولا علل (١) ذلك من ذات نفسي ، بل سمعتها من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام المرة بعد المرة والشئ بعد الشئ فجمعتها. فقلت : فاحدث بها عنك عن الرضا (ع)؟ قال : نعم « ص ١٠١ ، ص ٢٦٤ »
ن : وحدثنا الحاكم أبومحمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضياللهعنه ، عن عمه أبي عبدالله محمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان أنه قال : سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام متفرقة فجمعتها وألفتها. « ٢٦٤ »
بيان : قوله : منها أن من لم يقر أقول : لعل الفرق بين الوجه الاول والثاني هو أن المحذور في الوجه الاول عدم تحقق الافعال الحسنة ، وعدم ترك الافعال القبيحة وفي ذلك فساد الخلق وعدم بقائهم واختلال نظامهم ، وفي الثاني المحذور عدم تحقق الامر والنهي اللذين هما مقتضى حكمة الحكيم ، فلو فرض الاتيان بالافعال الحسنة والانتهاء عن الاعمال الفاحشة بدون أمر الله تعالى ونهيه أيضا لتم الوجه الثاني بدون الاول ، و الفرق بين الاول والثالث هو أن الاول جار في الامور الظاهرة بخلاف الثالث ، فإنه مختص بالامور الباطنة ، فلو فرض أن يكون للناس حياء يردعهم عن إظهار الفواحش والظلم والفساد لتم الوجه الثالث أيضا بخلاف الاول.
قوله : فلو لم يجب عليهم معرفته أي الرسول. قوله ثم اختلف همهما ، أقول : لعل المقصود نفي امامة من كان في عصر الائمة عليهمالسلام من أئمة الضلال إذ كانت آراؤهم مخالفة لآراء أئمتنا ، وأفعالهم مناقضة لافعالهم. ويحتمل أن يكون إلزاما على المخالفين
__________________
(١) في المصدرين : ولا اعلل.