المسلمين وحارب المؤمنين ، وأراد الأمر لنفسه ، ومنعه أهله ، فحرّمه الله عليه ، وأماته بغصّته ، وهؤلاء ولده يتبعون أثره في الفساد وطلب الأمر بغير استحقاق له فهم في نواحي الأرض مقتولون ، وبالدماء مضرّجون.
فعظم هذا الكلام منه على الناس ، ولم يجسر أحد منهم أن ينطق بحرف فقام إليه رجل فقال : ونحمد الله ونصلّي على محمّد خاتم النبيين وسيّد المرسلين وعلى رسل الله وأنبيائه أجمعين ، أمّا ما قلت من خير فنحن أهله ، وأمّا ما قلت من سوء فأنت وصاحبك به أولى ، فاختبر يا من ركب غير راحلته واكل غير زاده ارجع مأزورا.
ثمّ أقبل على الناس فقال : ألا أنبئكم بأخلى الناس ميزانا يوم القيامة وأبينهم خسرانا ، من باع آخرته بدنيا غيره ، وهو هذا الفاسق ، فأسكت الناس وخرج الوالي من المسجد لم ينطق بحرف ، فسألت عن الرجل ، فقيل لي : هذا جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين (١).
وعن الصادق عليهالسلام أنه قال : كنت عند زياد بن عبد الله وجماعة من أهل بيتي ، فقال : يا بني فاطمة ما فضلكم على الناس؟ فسكتوا ، فقلت : إن من فضلنا على الناس إنّا لا نحبّ أن نكون من أحد سوانا ، وليس أحد من الناس لا يحبّ أن يكون منّا. (٢).
أقول : لقد جاءه بالمسكت وهذه الكلمة على اختصارها جمعت الفضائل واغنت عن الدلائل.
__________________
(١) مجالس الشيخ الطوسي طاب ثراه ، المجلس الثاني ..
(٢) بحار الأنوار : ٤٧ / ١٦٦ / ٨ في أحوال الصادق عليهالسلام ..