السعادة إلاّ بعد أن علا رءوسهم بالسيف ، وضرب خراطيمهم بالسوط ، وما أسرع ما انقلبوا على الاعقاب بعد انتقاله إلى حظيرة القدس ناكصين عن سنن الطريق ، حين وجدوا مناصا للعدول « وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئا » (١).
بيد أن الأمويّة مخّضت عن أفذاذ ثبت الايمان في قلوبهم ، ونهضوا مع الحقّ حربا للباطل ، ولا عجب فإنه تعالى : « يخرج الحيّ من الميت » (٢) ولا شكّ أن اللعن لا يعمّهم ، والكتاب الكريم يقول : « لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم » (٣) « ولا تزر وازرة وزر اخرى » (٤) « من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها » (٥) « ما على المحسنين من سبيل » (٦).
* * *
__________________
(١) آل عمران : ١٤٤ ..
(٢) الأنعام : ٩٥ ..
(٣) المائدة : ١٠٥ ..
(٤) الأنعام : ١٦٤ ..
(٥) فصّلت : ٤٦ ..
(٦) التوبة : ٩١ ..