وقال طرخان النخاس (١) : مررت بأبي عبد الله عليهالسلام وقد نزل الحيرة ، فقال : ما علاجك؟ قلت : نخّاس ، قال : اصب لي بغلة فضخاء ، قلت : جعلت فداك وما الفضخاء؟ قال : دهماء بيضاء البطن بيضاء الأفخاذ بيضاء الجحفلة (٢) فقلت : والله ما رأيت مثل هذه الصحيفة ، فرجعت من عنده فساعة دخلت الخندق اذا أنا بغلام قد أسقى بغلة على هذه الصفة ، فسألت الغلام : لمن هذه البغلة؟ قال : لمولاي ، قلت يبيعها؟ قال : لا أدري ، فتبعته حتّى أتيت مولاه فاشتريتها منه وأتيته فقلت : هذه الصفة التي أردتها جعلت فداك ادع الله لي ، فقال : اكثر الله مالك وولدك ، قال : فصرت من اكثر أهل الكوفة مالا وولدا (٣).
وسأله حمّاد بن عيسى (٤) أن يدعو الله بأن يرزقه ما يحجّ به كثيرا وأن يرزقه ضياعا حسنة ودارا حسنة وزوجة من أهل البيوتات صالحة وأولادا أبرارا ، فدعا له الصادق عليهالسلام بما طلب ، وقيّد الحجّ بخمسين حجّة ، فرزقه الله جميع ما سأله ، وحجّ خمسين حجّة ، ولمّا ذهب في الواحدة والخمسين وانتهى الى وادى الجحفة ـ بين مكّة والمدينة ـ جاء السيل فأخذه فأخرجه غلمانه ميّتا ، فسمّي حمّاد غريق الجحفة (٥).
وقال زيد الشحّام (٦) : إني لأطوف حول الكعبة وكفّي في كفّ أبي عبد الله
__________________
(١) النخاس : بيّاع الرقيق وبيّاع الدواب ودلاّلها ..
(٢) بتقديم الجيم المعجمة على الحاء المهملة ، وهي لذوات الحافر كالشّفة للانسان ..
(٣) بحار الأنوار : ٤٧ / ١٥٢ / ٢٠٠ ..
(٤) الجهني البصري ، وكان من ثقات أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ..
(٥) الخرائج والجرائح : ص ٢٧١ ..
(٦) سنذكره في المشاهير من ثقات رواته ..