وأخبر أيضا إسحاق بن عمّار الصيرفي الثقة الجليل بأنه سيموت في شهر ربيع ، وذلك أن إسحاق قال للصادق عليهالسلام يوما : إن لنا أموالا ونحن نعامل الناس ، وأخاف إن حدث أن تفرّق أموالنا ، فقال عليهالسلام : اجمع أموالك في شهر ربيع ، فمات إسحاق في شهر ربيع (١).
وأخبر عن قتل مولاه المعلّى بن خنيس ، الذي قتله داود بن علي قبل أن يقتله بسنة وأخبر بجميع ما يجري عليه (٢).
وسأل أبا بصير عن أبي حمزة الثمالي فقال : خلفته صالحا ، قال عليهالسلام : إذا رجعت إليه فاقرأه السلام واعلمه أنه يموت كذا من شهر كذا ، قال أبو بصير : فرجعت ، فما لبث أبو حمزة أن مات في تلك الساعة من ذلك اليوم (٣).
ولمّا بلغه خبر قتل زيد وصلبه وهرب ابنه يحيى الى خراسان واجتماع الناس عليه ، قال عليهالسلام : إنه يقتل كما قتل أبوه ويصلب كما صلب أبوه ، فقتل بالجوزجان وصلب (٤).
هذا بعض إعلامه عن حوادث لم تقع فوقعت كما أعلم ، وأمّا إعلامه عن حوادث وقعت فما أوفرها ، وهاك شيئا منها : وقع شجار بين مهزم بن أبي بريدة الأسدي الكوفي ـ وهو من رواة الامام عليهالسلام ـ وبين امّه ، وقد جاء بها حاجّا ، وكان كلامه معها في المدينة وقد أغلظ لها فيه ، فلمّا أصبح ودخل على الصادق عليهالسلام ابتدأه قائلا : يا مهزم مالك وللوالدة أغلظت لها البارحة ، أو ما علمت أن بطنها منزل سكنته ، وأن
__________________
(١) مناقب ابن شهر اشوب : ٣ / ٣٦٨ ، وأعلام الورى : ص ٢٧٠ ..
(٢) الكشي ، في أحوال المعلّى : ص ٢٣٩ ..
(٣) كشف الغمّة : ٣ / ١٩٠ ..
(٤) ينابيع المودّة : ص ٣٨١ ..